الخميس، 1 يناير 2015

صوت الطفلة حنان



يهرع سمير للبحث عن اخته حنان.

كانت حنان تقول لامها البارحة: سأغني صباحاً بذكرى المولد النبي في قاعة المركز الثقافي، الاستاذة تقول ان صوتي جميل " مبتهجة تخبر امها".

يركض سمير الى مكان الانفجار، نسي ان الموت قد أحب إب منذ ان دخلها الحوثيون، وصل سمير يتفحص وجوه القتلى، قلبه يكاد يخرج من مكانه، يدق سريعاً، اصبح يؤلمه، لربما اصحو بعد القليل، او ربما لا.

في طريقه يجد نصف جسد صديقه بين القتلى، توقف لحظة، تخنقه الغصة، كاد يجنّ، تذكر انه اتى للبحث عن اخته حنان، ودّع صديقه الميت وعين صديقه الشاخصة تصرخ به ان انتظر قليلاً.

وهو في طريقه كرجلٍ يمضي بلا هدف، تذكّر سمير قُبلة حنان على وجنتيه قبل ان تذهب الى المدرسة صباح اليوم، كانت الليلة الماضية تزعجه وهو نائم حين كانت تغني بصوت مرتفع.

كادت خيالاته تأخذه بعيداً، ارجعته اصوات سيارات الاسعاف حين وصلت، الناس في كل مكان، جميعهم يبحثون عن احبتهم، الجنون حاضر بقوه في مشهد فوضوي.

في البعيد هناك، تجمع مجموعة من الفضوليين بشكل دائري، كأنهم ينظرون الى كارثة في يوم كارثي، يحملقون الى جثث، نعم بالتأكيد جثث.

لم يقاوم رغبة التوجه الى ذلك المكان، يشده قلبه ورائحة محبوبته الصغيرة.

تحركات قدماه مسرعاً قبل ان يقرر، يدعو الله ان لا تكون حنان في ذلك المكان، يداري نفسه بأن حنان في طريقها الى البيت لتخبر امه بماذا جرى من فاجعة صباح اليوم.

وصل الى المكان، دفع من كان يحول بينه وبين مايريد ان ينظر اليه، كانت حنان ممدة الى جانب صديقاتها، اعين منطفئة، اجساد غادرتها الارواح.

توقفت الفراشة عن التحليق، ارتمت على ارض الطفولة، تقابل صدر السماء، تحدّث الشمس عن ماجرى، صوتها الجميل لم يطل البقاء.

اسودّ المكان في عيني سمير، رأى الموت يغادر المكان ممسكاً بيد حنان وهو يبتعد، لم يقوى على تحريك صراخه ولو لخطوة واحدة ....

" قصة وصورة تعبيرية عن حادثة التفجير التي استهدفت فعالية لاحياء المولد النبوي في المركز الثقافي في إب، راح ضحيتها 33 قتيلاً بينهم اطفال"

هشام الزيادي

كانون الاول ديسمبر 2014