الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

الاسلام بالطريقة التركية



هشام الزيادي

فهم الاتراك الاسلام بشكله الصحيح واستطاعوا تكييفه والتكيف معه، وفق ثقافتهم وبيئتهم وموروثهم الحضاري الكبير، بحكم ان الكثير من الاحكام والفقهيات في الاسلام الان، اصبحت غالبيتها عبارة عن عادات، وتقاليد ادمجت طوال التاريخ الماضي في الدين الاسلامي، لتصبح جزءً اساسياً منه.


وبحكم ان الجزيرة العربية بيئة تتسم بالقسوة والغلظة نتيجة للطبيعة الجغرافية للمنطقة الصحراوية لسكان البدو، فقد اظهرت صورة اخرى للاسلام هي اقل تسامحاً، وفكراً اخذ من طبيعته الجغرافية ليصبغ الاسلام به، ابتداءً بالعادات اليومية، مروراً باللباس واشياء اخرى، ستجدهم منغلقين على الحياة بحكم انها لا تتمشى مع الاسلام، ستخاف من كل شيء تحب ان تعمله، بحكم ان مصيرك هو النار، بالرغم من انك لو فكرت قليلاً ستجد انه لا ضير في فعلها، وان الاسلام لا يحرم الجمال،.. كسماع الموسيقى مثلاً.


من خلال تعاملي مع الاتراك وجدت نظافة في التفكير تجاهك، وحسن تعامل يستند على طبيعة التعامل من قبلك، بغظ النظر عن شكلك وديانتك وعرقك.


ستجد عائلة ترحب بك في بيتها، لتتعرف على افرادها، ستجلس معهم جميعاً، ستتكلم بشكل لطيف وانيق مع ابنتهم الشابة وتصافحها، لن ينظر اليك الاب او الاخ باعين تقدح شرراً وهي تسيء الظن بك، بل سيشتركون معكما بالحديث.


ستحدثك هذه الفتاة برغبتها في تعلم اللغة العربية لتقرأ القرآن، اما الام فستظل تشرح لك عن حلمها في زيارة بيت الله الحرام، بينما يسرد لك الاب عن التاريخ التركي اليمني.


ستدلك معلمتك المحجبة والمنتمية الى حزب اسلامي على اجمل الاغاني التركية لتسمعها.


ستجد أماً محجبة تمشي في الشارع تمسك بيدها، ابنتها الشابة الجميلة التي تلبس بنطلوناً جميلاً، وتي شيرت يظهر اجزاء من كتفها الابيض وشعرها البني المنسدل عليه.


وفي نفس الرصيف ستجد شابة محجبة الى جانب امها الكاشفة الشعر، وربما الساقين.


نسبة المعاكسات تكاد تصل الصفر بالمئة، لم ارى منذ قدومي الى اسطنبول التي تضم اكثر من عشرين مليون انسان حالات معاكسة، الا نادراً جداً .. قد ربما مرتين فقط


الاسلام لا يتعارض ابداً مع الحياة، افهموا الاسلام اولاً ..


ايلول سبتمبر 2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق